الفنان أدهم بن علي إسماعيل
بقلم : د. روعة صلاح طويلة
ولد الفنان أدهم إسماعيل في أنطاكية 1922 وتوفى في دمشق 1963 هو مصور عربي سوري ، مارس التصوير الزيتي ، وابتكر أسلوباً حديثاً استقاه من التراث العربي التشكيلي
ليعالج موضوعات سياسية واجتماعية معاصرة.
ظهرت موهبة الفنية مبكراً ، وتأثر بأخيه الأكبر من أبيه الذي كان فناناً وخطاطاً معروفاً في أنطاكية ، وقد اقترن الفن عند أدهم بالنضال القومي و لازمه في حياته. وبعد نزوحه عن أنطاكية أكمل دراسته في حماة ثم في حلب 1939عام , حصل على شهادة الدراسة الثانوية عام 1945، واكتشف في هذه المرحلة قدراته الفنية .
اختار طريق الفن التشكيلي تاركاً دراسة الحقوق ، وعمل مدرساً للتربية الفنية في حلب ثم في دمشق وزار أكثر من دولة عربية وأجنبية وأقام عدة معارض.
مارس التصوير الزيتي ، وابتكر أسلوباً حديثاً استقاه من التراث العربي التشكيلي.
في عام 1956 تخرّج من أكاديمية الفنون الجميلة في روما قسم الديكور.
و تعلم بعض الفنون في معاهد إيطاليا. عمل مدرساً للتربية الفنية في ثانويات بدمشق.
قام بتدريس الفنون في كلية الفنون الجميلة في دمشق.
انتقل إلى القاهرة ليعمل مستشاراً فنياً في وزارة الثقافة أيام الوحدة بين سورية ومصر.
رسم عدة لوحات عبرت عن الأحداث السياسية المعاصرة ، وفق رؤيته الفنية الخاصة ، وبصيغة فنية مميزة ، ثم انتقل إلى استعمال الحرف العربي لتكوين مواضيع للوحات فنية جديدة.
وقد برزت شهرته في عام 1951
وفي العام 1952 سافر أدهم إلى إيطالية لدراسة الفن التشكيلي.
وتؤكد أعماله أن الدراسة صقلت تجربته. ولوحة ( الفارس العربي 1953 )
التي عبرت عن نهضة الأمة العربية وانطلاقتها ، تدل على نضج أسلوبه في التعبير الفني وارتباطه الوثيق بالقضايا القومية.
وفي السنوات (1956-1961) التي أمضاها بين درعا والقاهرة ودمشق ، رسم عدة لوحات عبرت عن الأحداث السياسية المعاصرة ، وفق رؤيته الفنية الخاصة ، وبصيغة فنية ازدادت متانة وقوة ، ومنها (وراء القضبان 1956)، و(بور سعيد 1958) و
(الطائر يفك قيده 1959) و
(زلازل أغادير 1960)
ثم اتجه إلى الموضوعات الجمالية ما بين (1961 و1963) وإلى استعمال الحرف العربي موضوعاً لتكوينات فنية جديدة ، وتلاقت أفكاره هذه مع مبادرات الفنان محمود حماد في مجال الحرف.
وقد عبّر أدهم إسماعيل عن حسه الجمالي بتصوير الأرض والحركة والطبيعة والزهرة والمرأة ، وعمّق تجربته الفنية في موضوعات أخرى وطوّرها كي تنسجم الحركة مع المساحة واللون حتى غدت تبدو في كل أعماله معبرة عن رغبته في تقديم فن حديث بروح عربية بالخط واللون وعلاقاتهما اللامتناهية.
وهكذا يكون أدهم قد ساهم في تجديد لغة التعبير الفني في سوريا ، وفي اكتشاف ما يملكه التراث العربي من أشكال فنية يمكن استخدامها للتعبير عن مضامين متنوعة.
بعض أعماله محفوظة في المتحف الوطني بدمشق ولدى وزارة الثقافة وفي متحف دمّر للفنون.
يوجد مدرسة فنية باسمه في دمشق بعنوان
( مركز أدهم إسماعيل للفنون )
تخليدا لذكراه ولكل ما قدمه للفن التشكيلي المعاصر .