متحف الفن المصري الحديث
بقلم لارا عبدالحليم المومني
استعاد «متحف الفن المصري الحديث» بريقه أخيراً بعد الانتهاء من تطويره وتجديده وافتتاحه أمام الزوار مجدداً، ليعود إلى المشهد التشكيلي المصري بعد غياب طويل، فهو يوثق إبداعات رواد التشكيل المصري، على مدار ما يزيد على قرن من الزمان.
أقيم المبنى الحالي للمتحف في عام 1936داخل حرم دار الأوبرا المصرية بأرض الجزيرة – الزمالك – القاهرة وكان يسمى السراي الكبرى ثم تم تطويره وتجهيزه ليفي بحاجات العرض المتحفي وليكون المقر الدائم لمتحف الفن المصري الحديث والذي افتتح رسمياً في أواخر أكتوبر 1991. ثم خضع المتحف لعملية تطوير شاملة لنظم العرض المتحفي والإضاءة وتم افتتاحه في 5/3/2005 .
حيث يتكون متحف الفن المصرى الحديث من 10 قاعات موزعة على ثلاثة طوابق ، بالإضافة إلى عرض فى الهواء الطلق فى مقدمة المتحف لأعمال النحت كبيرة الحجم، ويضم المتحف آلاف القطع الفنية التي تمثل شتى التيارات الفنية منذ أوائل القرن العشرين وحتى الآن، وجزء من هذه الأعمال موزع كإعارات للعرض فى متاحف أخرى أو فى أماكن عامة داخل مصر وخارجها.
يعتبر المتحف المصري للفن للحديث هو متحف فني للفن الحديث والفن المُعاصر، ويوجد في القاهرة في مِصر، وهو جزء من المَركز الثقافي القومي، ويَقع على جزيرة الجزيرة الموجدة في نهر النيل، يقوم المتحف المصري للفن الحديث بعرض أكثر من 10000 لوحة ومنحوتة تُظهر تطور الحركة الفنية المصرية منذ أوائل القرن العشرين من خلال أعمال الفنانين المعاصرين. هناك مجموعة من الأعمال لفنانين مصريين مشهورين، مثل: محمود سعيد، وراغب عياد، ومحمد ناجي، وغازي ساري، وإنجي أفلاطون، وطاهية حليم، وعبد الهادي الجزار وأحمد مرسي.
يذكر أن المتحف يقع داخل حرم ساحة دار الأوبرا المصرية، ويُعد من أهم وأبرز المتاحف فى مصر، ويضم أعمالاً فنية متميزة من مختلف الأجيال والحقب الزمنية، حيث تعود الفكرة لإنشاء متحف يضم روائع الفنون إلى عام 1927 بعدما نجح محمود خليل فى إقناع السراى بإصدار مرسوم ملكى بتشكيل لجنة استشارية لرعاية الفنون الجميلة، وأوصت اللجنة بإنشاء متحف الفن الحديث بالقاهرة، والذى يضم مقتنيات وزارة المعارف مما تقتنيه من صالون القاهرة السنوي، الذى تنظمه جمعية محبى الفنون الجميلة، وفى نفس العام تم تجميع الأعمال فى قاعة صغيرة بمقر جمعية محبى الفنون الجميلة بشارع الجمهورية حالياً، ثم انتقلت إلى موقع متحف الشمع الذى أنشأه فؤاد عبد الملك سكرتير جمعية محبى الفنون الجميلة، ليصبح أول مبنى يحمل اسم متحف الفن الحديث بمصر.
باعتباره أحد أهم المتاحف فى الوطن العربى بعد تطويره وتحديث سيناريو عرض مقتنياته، يأتى انطلاقاً من أهمية وقيمة الفنون وتأثيرها الإيجابى على بناء الشخصية المصرية، لذلك يضم مقتنيات تقدم صورة بانورامية للأعمال الإبداعية منذ بدايات القرن العشرين.
وإلى جانب اللوحات والمنحوتات يضمّ مقنيات ووثائق وصورا ومستندات نادرة وفق الرزاز، الذي كشف عن بعضها قائلاً: «منها المجموعة القيمة للزعيمة هدى شعراوي، ومن أندر ما تتضمنه مجموعة بلاطات والأواني الخزفية من إنتاج أوّل مصنع للخزف في مصر والمنطقة، وتروي حكاية شعراوي مع الفنان العم صابر حين أرسلته إلى أوروبا لتعلم أحدث الأساليب الفنية في مجال الخزف حينئذ، ومن ثمّ جاء ليطبقها بطرز عربية أصيلة، إضافة إلى مقتنيات نادرة أخرى في المخازن، وتمثل مرجعاً بحثيّاً مهماً للحركة الفنية المصرية».